المدير التنفيذي لمعارض الأمير طلال: جائزة الأمير طلال الدولية للتنمية البشرية شاهد حي على رؤية تنموية ثاقبة

قالت الدكتورة منال إبراهيم المدير التنفيذي لمعارض الأمير طلال بن عبد العزيز رحمه الله أنه: “في خضم التحولات الكبرى التي يشهدها عالمنا العربي، تبرز مبادرات استثنائية تركت بصمتها على مسيرة التنمية المستدامة في المنطقة، وتأتي جائزة الأمير طلال الدولية للتنمية البشرية التي تحتفل هذا العام بيوبيلها الفضي؛ كشاهد حي على رؤية تنموية ثاقبة أرسى دعائمها الأمير طلال بن عبد العزيز يرحمه الله.

وأضافت: عندما أطلق الأمير طلال برنامج الخليج العربي لدعم منظمات الأمم المتحدة الإنمائية (أجفند) عام 1980م، كان ذلك إيذاناً ببدء حقبة جديدة من العمل التنموي في المنطقة العربية. فقد استطاع البرنامج على مدار أربعة عقود أن يرسخ مفهوماً جديداً للتنمية المستدامة، متجاوزاً النهج التقليدي في العمل التنموي إلى آفاق أرحب من التمكين المجتمعي الشامل.

وتابعت الدكتورة منال: يأتي معرض “طلال تاريخ تقرأه الأجيال” بنسخته الخامسة ليوثق هذه المسيرة الحافلة، مسلطاً الضوء على إرث الأمير طلال التنموي وإسهاماته في تأسيس منظومة تنموية متكاملة. ويعكس المعرض، الذي يستقطب سنوياً الآلاف من الزوار والمهتمين بالعمل التنموي، عمق الرؤية التي تبناها الأمير طلال في ربط الماضي بالحاضر وتمهيد الطريق نحو مستقبل أكثر استدامة.

وأكدت الدكتورة منال على نجاح جائزة الأمير طلال الدولية للتنمية البشرية قائلة: “نجحت جائزة الأمير طلال الدولية للتنمية البشرية في نسج شبكة متكاملة من المبادرات التنموية الرائدة، حيث قدمت دعماً تجاوزت قيمته عن ثلاثة عشر مليون وستمائة ألف دولار أمريكي، أثمر عن دراسة 2077 مشروع مرشح و   تمكين 87 مشروع فائز في شتى أرجاء العالم، ولم يقتصر أثر هذا الدعم على المستفيدين المباشرين فحسب، بل امتد ليشمل مجتمعات بأكملها من خلال المؤسسات التنموية التي تم تمكينها”.

وأضافت: “تكتسب رؤية الأمير طلال التنموية أهمية خاصة في تكاملها وشموليتها، فهي لم تقف عند حدود تقديم المنح والجوائز، بل امتدت لتؤسس منظومة متكاملة من المؤسسات التنموية الرائدة؛ فإلى جانب برنامج الخليج العربي لدعم منظمات الأمم المتحدة الإنمائية (أجفند)، أسس سموه المجلس العربي للطفولة والتنمية، وبنوك الشمول المالي، مركز المرأة العربية للتدريب والبحوث، الجامعة العربية المفتوحة والشبكة العربية للمنظمات الأهلية. ولم يقف العطاء مع وفاته يرحمه الله بل امتد من خلال أوقاف الأمير طلال التي أنبثق منها مؤسسة طلال الخيرية، لتعمل جميعها في تناغم نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة.

وأكدت: “ما يميز النهج التنموي الذي أرساه الأمير طلال هو جمعه بين الاستدامة المالية والتأثير الاجتماعي العميق؛ فالمشاريع التي تدعمها هذه المؤسسات لا تكتفي بتقديم الحلول الآنية، بل تسعى إلى بناء القدرات المحلية وتمكين المجتمعات من قيادة مسيرة تنميتها بنفسها، واليوم مع احتفال الجائزة بمرور خمسة وعشرين عاماً على تأسيسها، تتجدد رؤيتها المستقبلية لتواكب متطلبات العصر. فها هي تتبنى التقنيات الحديثة في مشاريعها التنموية، وتوسع نطاق تأثيرها ليشمل مناطق جديدة، وتعزز شراكاتها الدولية، مع تركيز متزايد على مبادرات الاستدامة البيئي”.

واختتمت الدكتورة منال إبراهيم المدير التنفيذي لمعارض الأمير طلال قائلة: “إن الإرث التنموي الذي تركه الأمير طلال بن عبد العزيز، والذي يوثقه معرض “طلال: تاريخ تقرأه الأجيال” بشكل دائم، يتجدد اليوم من خلال استمرار عطاء هذه المؤسسات وعلى رأسها جائزة الأمير طلال الدولية للتنمية البشرية. وفي ظل التحديات المتزايدة التي تواجه منطقتنا، تبقى هذه المبادرات منارة أمل ونموذجاً يحتذى به في العمل التنموي المستدام، مجسدة رؤية قائد استثنائي آمن بأن التنمية المستدامة هي السبيل الأمثل لبناء مستقبل أفضل لأجيالنا القادمة”.

اترك تعليقاً