عربيات لزوّار الخليج: “الأردن أكثر من مجرد وجهة سياحية… تجربة استثنائية تناسب الإجازات الطويلة والقصيرة وعطل نهاية الأسبوع”

أكد الدكتور عبدالرزاق عربيات، مدير عام هيئة تنشيط السياحة في الأردن أن الأردن ليس مجرد وجهة سياحية، بل هو تجربة استثنائية تترك أثراً عميقاً في ذاكرة كل من يزوره. واستعرض الدكتور عربيات في حديثه واقع السياحة في الأردن ونتائج القطاع السياحي خلال العام الماضي

وفي ما يلي نص الحوار بالكامل:

1.  كيف كان أداء قطاع السياحة في الأردن خلال عام 2024، خصوصاً فيما يتعلق بالزوار القادمين من دول الخليج؟

الدكتور عبد الرزاق عربيات: شهد قطاع السياحة في الأردن نموًا ملحوظًا خلال عام 2024 على صعيد أعداد الزوار من دول مجلس التعاون الخليجي. وقد ساهمت جهودنا التسويقية، وتعزيز العلاقات المشتركة مع الجهات ذات العلاقة في مختلف الدول، وتسهيل إجراءات السفر في تحقيق هذا النجاح. فقد سجّلت أعداد الزوار والسياح من المملكة العربية السعودية، والإمارات العربية المتحدة، والكويت ارتفاعًا ملحوظًا، في الوقت الذي يبحث فيه الزوار عن تجارب فريدة تجمع بين التاريخ والثقافة والمغامرة والاسترخاء. ويواصل الأردن ترسيخ مكانته كوجهة رئيسية للمسافرين من دول الخليج سواء لقضاء عطلات طويلة أو رحلات قصيرة أو حتى على صعيد عطل نهاية الأسبوع.

فقد سجلت أعداد الزوار من المملكة العربية السعودية زيادة بنسبة 17٪ وصولا إلى 1.158 مليون زائر، وبلغ عدد الزوار من الكويت 72,784 زائراً، وسجلت الإمارات العربية المتحدة 18,378 زائراً، بزيادة 11% مقارنة مع العام 2023.

2.  ما هي الوجهات الأكثر زيارة في الأردن؟

الدكتور عبد الرزاق عربيات: يتميز الأردن بتنوّع وجهاته التي تلبي مختلف الأذواق. وتظل مدينة عمان بطابعها الفريد من نوعه والمتنوع ما بين المدينة القديمة في وسط البلد وما تحتويه من تاريخ عريق، والحضارة والتطور، هي محط اهتمام الكثير من الزوار من مختلف دول الخليج خصوصاً الجنسيات الخليجية، في حين تحظى مدينة البترا باهتمام كبير من قبل الجنسيات الأجنبية المقيمة في دول الخليج. ويعد البحر الميت وجهة رئيسية لجذب الزوّار، بفضل منتجعاته الفاخرة وما تحتويه من مرافق خاصة بالسياحة العلاجية وسياحة الاستجمام. وبالطبع لدينا العقبة من الوجهات المفضلة لمحبي الاسترخاء والمغامرات البحرية، حيث تتوفر فنادق ومنتجعات فاخرة وتجارب غوص عالية المستوى، ويوجد في العقبة أحد أفضل مواقع الغوص في العالم مع متحف عسكري تحت الماء، وملعب جولف بمعايير عالمية في أيلة، ومتنزه مائي في سرايا العقبة. بالإضافة إلى ذلك، يستقطب وادي رم عشاق المغامرات بجماله الصحراوي الخلاب وتجربة الضيافة البدوية الأصيلة.

3.  ما هي الأنشطة التي يمكن للزوار القيام بها في الأردن خلال فصول السنة؟

الدكتور عبد الرزاق عربيات: يُعد الأردن وجهة سياحية على مدار العام، حيث يوفر أنشطة وتجارب تناسب جميع المواسم، وكل موسم له طابعه الخاص ويقدم تجارب فريدة للزوار. ففي الصيف، يمكنك الاستمتاع بشواطئ العقبة والرياضات البحرية فيها كالغوص والتزلج على الماء. كما تعد مرتفعات عجلون وجرش خيارًا رائعًا للهروب من حرارة الصيف، حيث الطقس اللطيف والطبيعة الخضراء. ولمحبي المغامرة، فإن وادي رم يوفر تجربة لا تُنسى مع رحلات السفاري والتخييم تحت النجوم.

وفي الشتاء، يبحث الزوار عن الدفء والاسترخاء، وهنا تأتي المرافق الصحية والاستجمامية في البحر الميت وحمامات ماعين كخيار مثالي، حيث يمكنهم الاستمتاع بالمياه المعدنية الدافئة وعلاجات السبا. ولعشاق الأجواء الشتوية، توفر جبال عجلون وجرش مناظر خلابة خاصة عند تساقط الثلوج.

أما في الربيع، تتفتح الطبيعة بألوانها الزاهية، مما يجعل عجلون وأم النمل وأم قيس وجرش المناطق الأفضل للتنزه بين المناظر الخضراء الخلابة. كما يُعد هذا الموسم وقتًا رائعًا لزيارة المزارع في مناطق الشمال الأردن والاستمتاع بالهواء النقي والمنتجات الطازجة.

4.  السلامة هي أحد أهم الأمور التي يهتم بها السائح. كيف يضمن الأردن تجربة آمنة ومريحة للزوار؟

الدكتور عبد الرزاق عربيات يُعرف الأردن بكونه واحدًا من أكثر الوجهات أمانًا في الشرق الأوسط، حيث يوفر بيئة سياحية آمنة ومريحة. فعلى المستوى الرسمي، تعمل كافة الجهات الحكومية بشكل مستمر على ضمان سلامة الزوار، من خلال تأمين المواقع السياحية على مدار الساعة، وتوفير خدمات سياحية متوافقة مع المعايير العالمية، هذا بالإضافة إلى وجود الشرطة السياحية والتي تحرص كل الحرص على راحة وسلامة جميع زوار المملكة في مختلف المناطق. وعلى المستوى الخاص، فالشعب الأردني معروف بعاداته وتقاليده المرحبة بالضيف وحرصه على تقديم المساعدة لجميع ضيوف المملكة، كل ذلك يعزز من تجربة السفر الآمنة والخالية من القلق. ونحن فخورون بسمعتنا كوجهة سياحية آمنة ومرحبة بجميع الزوار من مختلف أنحاء العالم.

5.  لماذا يُعد الأردن خيارًا مثاليًا لمواطني ومقيمي دول الخليج لقضاء الإجازات أو الرحلات القصيرة؟

الدكتور عبد الرزاق عربيات: يتميز الأردن بعدة عوامل تجعله الوجهة المثالية للمسافرين من دول مجلس التعاون الخليجي. فقرب المسافة وسهولة السفر، وتوفر رحلات يومية مباشرة تربط عدة مدن خليجية بالأردن، تعد من أهم هذه العوامل. فلدينا رحلات منتظمة ورحلات منخفضة التكلفة بين عمان ومعظم مدن دول مجلس التعاون الخليجي من خلال العديد من شركات الطيران كفلاي أديل، وويز إير، وفلاي ناس، والعربية للطيران، بالإضافة إلى شركات الطيران المنتظمة.

وهناك تسهيلات الدخول دون الحاجة لإصدار تأشيرات مسبقة لجميع جنسيات دول مجلس التعاون وغالبية الجنسيات المقيمة في دول الخليج، مما يسهل السفر بدون تعقيدات. كما تجدر الإشارة إلى أن الجنسيات العربية لديهم نفس رسوم الدخول إلى المواقع السياحية مثل المواطن الأردني.

أيضاً يتمتع الأردن بتوفير مختلف عوامل الرفاهية وبأسعار مناسبة، فهناك مجموعة واسعة من خيارات الإقامة، من المنتجعات الفاخرة إلى الفنادق ذات الأسعار المعقولة، ما يضمن تجربة متميزة بأسعار تنافسية. ناهيك عن توفر تجارب متنوعة، سواء كان الزوار يبحثون عن الاسترخاء في البحر الميت، أو المغامرة في وادي رم، أو استكشاف التراث الثقافي في البترا، فإن الأردن يقدم لهم كل ما يحتاجونه. ومن أهم عوامل الجذب، المطبخ الأردني، والذي يقدم مجموعة واسعة ومتنوعة من الأطعمة الأردنية المميزة مثل المنسف، والمأكولات التقليدية الأخرى.

6.  هل هناك أي مبادرات سياحية جديدة تهدف إلى تحسين تجربة الزائر في الأردن؟

الدكتور عبد الرزاق عربيات: نعم، نحن في هيئة تنشيط السياحة الأردنية نعمل باستمرار على تطوير القطاع السياحي من خلال مبادرات هادفة، سواء عن طريق العمل المشترك مع الأشقاء من مختلف الدول العربية، أو من خلال المنظمات والهيئات الدولية المعنية، ونعمل حالياً على تطوير منصة رقمية متقدمة لترويج مختلف الوجهات السياحية والتجارب المخفية في كافة الدول العربية في مبادرة فريدة من نوعها على مستوى العالم العربي، وسيتم الإعلان عن هذه المبادرة في وقت لاحق من هذا العام.

7.  هل هناك أي عروض أو حوافز خاصة للمسافرين من دول الخليج إلى الأردن؟

الدكتور عبد الرزاق عربيات: بالتأكيد، لقد تعاوننا مع شركات الطيران والفنادق ومنظمي الرحلات السياحية لتقديم عروض خاصة للمسافرين الخليجيين، تشمل خصومات على تذاكر الطيران، وأسعار خاصة للفنادق، وحزم سياحية متكاملة تجمع بين الإقامة الفاخرة والتجارب السياحية المميزة. وهناك عروض خاصة يتم الترويج لها من خلال وكالات السفر عبر الإنترنت ومنظمي الرحلات السياحية للترويج للأردن بالإضافة إلى شركات الطيران منخفضة التكلفة.

وأود التنويه هنا إلى مهرجان أمواج العقبة، والذي سيستمر حتى نهاية العام 2025، في مواقع مختلفة من مدينة العقبة، ويتضمن الكثير من الفعاليات وسيستضيف كبار الفنانين المحليين والعرب، إضافة إلى فرق كرنفالية عالمية، وأمسيات شعرية وقصصية، وبرامج غير تقليدية للأطفال، وحفلات غنائية بمشاركة مجموعة من أبرز نجوم الغناء الأردني والعربي، تقام مباشرة على شاطئ البحر الأحمر، بالإضافة لفعاليات أخرى كمهرجان الطعام، والأردن وجهة للسياحة العائلية.

8.  ما هي الرسالة التي تود توجيهها للمسافرين من دول الخليج الذين يفكرون في زيارة الأردن؟

الدكتور عبد الرزاق عربيات: الأردن ليس مجرد وجهة سياحية، بل هو تجربة استثنائية تترك أثرًا عميقًا في ذاكرة كل من يزوره. سواء كنتم تبحثون عن المغامرة، أو الاسترخاء، أو الاستكشاف الثقافي، أو الطبيعة الخلابة، فإن الأردن يرحب بكم بأجمل معاني الضيافة العربية الأصيلة.

أيضاً يعد المطبخ الأردني الغني بالنكهات والمأكولات والتقاليد التي تعكس كرم الضيافة الأردنية، من عوامل الجذب السياحي، فهو متنوع بحيث يلبي جميع الأذواق، سواء لمحبي الأطعمة التقليدية أو الباحثين عن تجربة طعام فريدة. ومع كونه وجهة آمنة، متنوعة، وبأسعار مناسبة، يبقى الأردن الخيار الأمثل للمسافرين من دول الخليج لقضاء عطلة لا تُنسى. ندعوكم لاكتشاف سحر الأردن والاستمتاع بتجربة استثنائية مع كل زيارة.

اترك تعليقاً